كشفت مصادر مطلعة لوكالة رويترز اليوم عن أن صندوق سروج السعودي يدرس استثماراً محتملاً في كيان جديد قد ينشئه الاتحاد العالمي لألعاب القوى لإدارة حقوقه التجارية. يأتي هذا التحرك في إطار استراتيجية المملكة العربية السعودية لتوسيع نفوذها في القطاع الرياضي العالمي، والتي تشهد تسارعاً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة.
“المفاوضات لا تزال في مراحلها الأولى، لكنها تعكس رؤية السعودية لتعزيز حضورها في المشهد الرياضي الدولي”
ويُعتبر هذا الاستثمار المحتمل جزءاً من موجة كبيرة من الاستثمارات الرياضية السعودية التي شملت مؤخراً كرة القدم والجولف والتنس، حيث تسعى المملكة إلى تنويع اقتصادها بعيداً عن النفط عبر الاستثمار في قطاع الرياضة المتنامي.
توسع الاستثمارات الرياضية السعودية على المستوى العالمي
أصبح صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) أحد أكثر المستثمرين نشاطاً في المجال الرياضي عالمياً، حيث قام بتمويل أكثر من 346 شراكة رياضية حتى الآن. وشملت هذه الاستثمارات اتحادات كبرى مثل اتحادي التنس العالميين (WTA و ATP)، بالإضافة إلى استضافة المملكة لنهائيات WTA 2024 في العاصمة الرياض.
“الرياضة أصبحت أداة استراتيجية لرؤية السعودية 2030، وهذا يفسر الزخم الكبير في الاستثمارات الرياضية”
ومن أبرز التطورات الأخيرة في هذا المجال:
- تعيين النجم العالمي رافائيل نادال سفيراً للاتحاد السعودي للتنس
- تنظيم حدث Six Kings Slam التاريخي الذي يجمع أكبر نجوم التنس
- استثمارات ضخمة في أندية كرة القدم العالمية مثل نيوكاسل يونايتد
الانتقادات الدولية وجهود تحسين الصورة
تواجه السعودية انتقادات دولية حادة بسبب سجلها في مجال حقوق المرأة، رغم الجهود الظاهرة في المجال الرياضي التي تهدف إلى تحسين صورتها. فمن جهة، تستضيف المملكة بطولات نسائية كبرى، ومن جهة أخرى ما تزال ناشطات مثل مناهل العتيبي في السجن.
“الاستثمارات الرياضية لا يمكن أن تخفي انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة” – منظمة العفو الدولية
ويرى مراقبون أن هذه الاستثمارات الرياضية الضخمة تمثل جزءاً من استراتيجية “الرياضة الغسيلية” التي تهدف إلى تحسين الصورة الدولية للمملكة، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها فيما يتعلق بحقوق الإنسان.
ماذا يعني هذا الاستثمار لمستقبل ألعاب القوى العالمية؟
يُتوقع أن يؤدي دخول صندوق سروج السعودي كشريك استراتيجي للاتحاد العالمي لألعاب القوى إلى:
- تعزيز الموارد المالية للاتحاد بشكل كبير
- زيادة الاهتمام بألعاب القوى في المنطقة العربية
- تطوير آليات جديدة لإدارة الحقوق التجارية والمسابقات العالمية
وقد يشكل هذا الاستثمار نقطة تحول في تاريخ ألعاب القوى العالمية، خاصة مع تزايد المنافسة بين الدول لاستضافة الأحداث الرياضية الكبرى وجذب الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي.